المفكر الإسلامي الكبير فتح الله جولن في كتابات الدكتورة / هدى درويش

لم
أكن أعرف الكثير عن هذا العالم الكبير- فتح الله جولن- إلا أني أزعم أنني
متابع لكل كتابات الدكتورة هدى درويش نظراً لما لها من قيمة علمية كبيرة،
وقد تردد هذا الاسم كثيراً فيما قرأت وكانت الدكتورة هدى تثني عليه الثناء
الحسن، وتذكره بكل خير مما دفعني للبحث عن الرجل من خلال شبكة المعلومات
(الإنترنت) ووجدت أن له موقعا يحتوي على بعض كتاباته ورؤاه وهالني الفكر
المستنير لهذا العالم الكبير والذي يعد صاحب مدرسة تجديدية تنويرية آتت
أكلها وأثمرت ثمارها الطيبة تمثل ذلك في مجموعة من الطلاب النابهين الذين
ينتشرون في كل مكان شعارهم الحب، والصبر الجميل، وعدتهم العلم، والإخلاص،
لا وقت لديهم للخصومة، والشحناء، همهم الأول التعاون، والتساند، والتجرد،
والثقة، وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، ولكن يعفو، ويصفح..وفي النهاية هو
الرابح لجولة الحق مهما اختلت الموازين، وتعكرت الأجواء.
ويشكل
فتح الله جولن حالة مميزة في حركة الإسلام الاجتماعي في تركيا؛ بسبب
إمبراطورية مدارسه التي يتجاوز عددها المئات في داخل تركيا، وخارجها.هذه المدارس التي قدمت من خلالها رؤيتها الخاصة في الإجابة على الأسئلة الخمسة الأساسية في صياغة العملية التعليمية: لماذا نتعلم؟ ماذا نتعلم؟ من الذي يتعلم؟ من الذي يعلم؟ كيف نعلم؟.
ولعل
السمة الفريدة (في تلك المدارس) هي إذكاء روح التنافس - المحمود فيما
بينها- ففي كل عام يتم إعداد، وتوزيع التقارير التي تقارن بين أداء طلاب
مدارس الحركةالعالية، والمدارس الأخرى، حيث تسجل دائما الأولى نجاحات في
امتحانات دخول الجامعات، وتشجع روح التنافس أيضاً بتدريب، وإرسال الطلاب
إلى الأولمبيات الأكاديمية المختلفة المخصصة لطلاب المدارس العليا حول
العالم، وغالباً ما يعود هؤلاء الطلاب بميداليات.
وقد أضافت الأستاذة الدكتورة/ هدى درويش- رئيس قسم مقارنة الأديان بمعهد الدراسات الآسيوية- جامعة الزقازيق- للمكتبة الإسلامية كتابا جديداً يحمل هذا العنوان:

*
وقد تبنت الدكتورة الفاضلة في هذا الكتاب الحوار الديني بديلاً لصدام
الحضارات فالحوار يعود على الإنسانية جمعاء بالخير والسعادة، فلقد اكتوى
العالم بلظى حروب مدمرة، ولا يستطيع أن يحتمل حروباً أخرى، لذلك لا بد من
ترسيخ مبدأ الحوار بالتي هي أحسن للتي هي أقوم.
*
الكتاب يلقي الضوء على أحد أهم رواد الفكر الديني المستنير في العالم
الإسلامي وهو الأستاذ فتح الله جولن هذا الرجل الذي أولى عناية كبيرة
للحوار الهادئ بالإضافة إلى فلسفته العظيمة في التعليم.
وقد توصلت هذه الدراسة الممتعة إلى عدة نتائج من أهمها:
· أهمية تفعيل دور الحوار الديني على مستوى العالم.
· ضرورة العودة إلى أصول الأديان السماوية.
· العالم كله بحاجة إلى التعايش بالحب والتسامح والتفاهم.
· الحوار الايجابي يساعد على التقارب والحب والتواد والاحترام والعيش في سلام وأمان.
· أحقية كل فرد في دينه وحريته.
· نبذ كل الصفات الذميمة بين البشر.
· نموذج مدارس فتح الله جولن تقدم النموذج الأفضل أخلاقياً ودينياً وعلمياً وروحياً.
· ضرورة تمسك الجيل المعاصر بالتحرر من أخطاء الماضي.
· التركيز على القواسم المشتركة بين أفراد الإنسانية.
· الاهتمام بالتعليم باعتباره أكبر قنوات التواصل بين الحضارات والثقافات.
· وجوب تنقية الكتب والمناهج التعليمية الموجهة للأطفال والشباب والطلبة من كل ما يحث على الكراهية والعنف.
· الرد على مروجي نظرية صدام الحضارات من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
· دعوة حكومات العالم إلى الاتفاق على تعريف موحد للإرهاب وتطبيق برامج مكافحة هذه الظاهرة من خلاله.
· محاربة العنف والجهل والتعصب بكل أشكاله لتلاقي الهلاك والدمار للإنسانية.
كانت
هذه إطلالة سريعة على هذا الكتاب الرائع التي قامت دار السلام بالقاهرة
بنشره بهذه الصورة البديعة، وأسجل تقديري وشكري على عملقة مصمم الغلاف الذي
يعبر على تلاقي قارات العالم بصورة فنية رائعة.
وأدعو ناصحاً طلاب العلم على اختلاف توجهاتهم لقراءة هذا الكتاب الرائع.
وختاماً…
فإني أدعوا الله تعالى أن يكتب للأستاذة الدكتورة هدى بعدد حروف هذا
الكتاب حسنات… وأن يبارك في عمرها… ويشرح صدرها… ويعلي قدرها… ويديم عليها
نعمة الأمن والإيمان والصحة والعافية.