مدرسة التجارة بنين بالحسينية شرقية
مدرسة التجارة بنين بالحسينية شرقية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تحقيـــق المتـــابعـــة

اذهب الى الأسفل

 تحقيـــق المتـــابعـــة  Empty تحقيـــق المتـــابعـــة

مُساهمة من طرف salfalomma الإثنين 07 نوفمبر 2011, 6:30 pm

قال الإمام ابن القيم في كتابه "إعلام الموقعين" في بيان كمال الشريعة، Sad( .... وقد توفي رسول الله r وما طائرٌ يقلِّب جناحيه في السَّماء إلاَّ ذكَر للأمَّة منه علماً وعلَّمهم كلَّ شيء حتى آداب التخلِّي وآدابَ الجِماع والنوم، والقيام والقعود، والأكل والشرب، والركوب والنزول، والسَّفر والإقامة، والصَّمت والكلام، والعُزلة والخلطة، والغنى والفقر، والصحة والمرض، وجميع أحكام الحياة والموت، ووَصَفَ لهم العرشَ والكرسيَّ، والملائكة والجنَّ، والجنة والنار، ويوم القيامة وما فيه حتى كأنَّه رأيُ عَين، وعرَّفهم معبودَهم وإلَههم أتمَّ تعريف، حتى كأنَّهم يرونه ويشاهدونه بأوصاف كماله ونعوت جلاله، وعرَّفهم الأنبياء وأمَمَهم وما جرى لهم وما جرى عليهم معهم، حتى كأنَّهم كانوا بينهم، وعرَّفهم مِن طُرق الخير والشرِّ دقيقَها وجليلَها ما لَم يعرِّفه نبيٌّ لأمَّته قبله، وعرَّفهم r من أحوال الموت وما يكون بعده في البرزخ وما يحصل فيه من النَّعيم والعذاب للروح والبدن، ما لَم يعرِّف به نبيٌّ غيرَه، وكذلك عرَّفهم r من أدلَّةَ التوحيد والنبوة والمعاد، والردَّ على جميع فرق أهل الكفر والضلال، ما ليس لِمَن عرفه حاجة مِن بعده، وكذلك عرَّفهم r مِن مَكايد الحروب ولقاء العدوِّ وطرُق النَّصر والظَّفَر ما لو عَلِموه وعقِلُوه ورعَوْه حقَّ رعايَتِه لَم يقم لَهم عدوٌّ أبداً، وكذلك عرَّفهم r مِن مكايد إبليس وطرُقِه التي يأتيهم منها، وما يتحرَّزون به مِن كيده ومَكرِه، وما يدفعون به شرَّه ما لا مَزيد عليه، وكذلك عرَّفهم r مِن أحوال نفوسِهم وأوصافِها ودسائسِها وكمائِنها ما لا حاجة لهم مَعه إلى سِواه، وكذلك عرَّفهم r مِن أمور مَعايشِهم ما لو عَلِموه وعمِلُوه لاستقامت لهم دنياهم أعظمَ استقامة. وبالجملة فجاءهم بخير الدنيا والآخرة برُمَّته، ولَم يُحْوِجْهُم الله إلى أحد سواه، فكيف يُظَنُّ أنَّ شريعتَه الكاملةَ التي ما طرق العالَم شريعةٌ أكملَ منها ناقصةٌ، تحتاج إلى سياسة خارجة عنها تكمِّلها، أو إلى قياس أو حقيقة أو معقول خارجٍ عنها، ومَن ظنَّ ذلك فهو كمَن ظنَّ أنَّ بالناس حاجةً إلى رسول آخَر بعده، وسبَبُ هذا كله خفاءُ ما جاء به على مَن ظنَّ ذلك، وقلَّةُ نصيبه مِن الفَهم الذي وفَّق الله له أصحابَ نبيِّه الذين اكتفوا بما جاء به، واستغنوا به عمَّا سواه، وفتحوا به القلوبَ والبلادَ، وقالوا: هذا عهدُ نبيِّنا إلينا، وهو عهدُنا إليكم )).

لذا وجب علينا أن نتيقن أن العبادة لا تكون عملاً صالحاً إلا إذا تحقق فيها شرطان: الإخلاص والمتابعة، والمتابعة لا تتحقق إلا بأمور ســـــتة:

1. السبب: فإذا تعبد الإنسان عبادة مقرونة بسبب ليس شرعياً فهي بدعة مردودة على صاحبها، مثال ذلك: أنَّ بعض الناس يُحيى ليلة 27 من رجب بحجة أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله r، فالتهجد عبادة ولكن لما قرن بهذا السبب كان بدعة لأنه بنى هذه العبادة على سبب لم يثبت شرعاً، وهذا الوصف ـ موافقة العبادة للشريعة في السبب ـ أمرٌ مهم يتبين به ابتداع كثير مما يظن أنه من السنة، وهو ليس من السنة.

2. الجنس: فلا بد وأن تكون العبادة موافقة للشرع في جنسها فلو تعبد إنسان لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة. مثال ذلك: أن يضحي رجل بفرس أو نعامة فلا تصح أضحيته لأنه خالف الشريعة في الجنس فالأضاحي لا تكون إلا من بهيمة الأنعام، (الإبل والبقر والغنم).

3.القدر: فلو أراد إنسان أن يزيد في صلاة الظهر فيجعلها خمس ركعات فهذه بدعة غير مقبولة لأنها مخالفة للشرع، وكذا لو صلاها ثلاثة، فلا يزيد في القدر ولا ينقص منه.

4. الكيفية: فلو أن رجلاً توضأ فبدأ يغسل رجليه ثم مسح رأسه ثم غسل يديه ثم وجهه فنقول وضوؤه باطل لأنه مخالف للشرع في الكيفية.

5. الزمان: فلو أن رجلاً ضحى في أول أيام ذي الحجة فلا تقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان. أو أراد الوقوف بعرفات في يوم غير عرفات، أو أراد صيام رمضان في شهر غير شهر رمضان.

6. المكان: فلو أن رجلاً اعتكف في غير مسجد فإن اعتكافه لا يصح وذلك لأن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد، ولو أراد رجلاً أن يعتمر في غير مكة لا يجوز. ينظر: الشيخ/ ابن عثيمين، الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع، ص21. نقلاً عن كتاب: زكاة الفطر والأضحية بين الاتباع وخطر الابتداع، للشيخ على حشيش، ص34ـ 35.



قال الشيخ علي حشيش: إنك لتجد الكثير من هؤلاء الحريصين على البدع يكون فاتراً في تنفيذ أمور ثبتت شرعيتها وتأكدت سنتيها، فإذا فرغوا من هذه البدع قابلوا السنن الثابتة بالفتور، وهذا كان من نتيجة أضرار البدع على القلوب، فالبدع أضرارها علي القلوب عظيمة، وأخطارها علي الدين جسيمة، فما ابتدع قوم في دين الله بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها أو أشد.
ينظر: الشيخ/ علي حشيش، زكاة الفطر والأضحية بين الاتباع وخطر الابتداع، طبعة جماعة أنصار السنة المحمدية، إدارة الدعوة، مصر، ص36.


إعداد الشيخ/ نجيب الجيلاني ـ إمام وخطيب ومدرس بأوقاف الحسينية شرقية مصر ـ باحث دكتوراه بالأزهر الشريف ـ ت/ 01002628270

salfalomma

عدد المساهمات : 46
تاريخ التسجيل : 05/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى