أين الحكمة ياقناة الحكمة

كتبهامحمد عبدالرازق ، في 2 أغسطس 2011
الساعة: 22:12 م


قام السيد وسام عبدالوارث- رئيس قناة الحكمة- على قناة الحكمة في برنامج
الحرة بتاريخ 2 رمضان 1432هـ بنقل تعليق أحدى الصحف الإسرائيلية على محاكمة
الرئيس السابق مبارك، وأن المحاكمة تجري رغم تعرضه لظروف صحية ونفسية
سيئة.

قال السيد وسام طبيعي أن تتعاطف معه هذه الصحيفة الصديقة ثم قال: أسأل الله أن يحشره معهم!!!!.

ما
كنت أعتقد أن يسقط السيد وسام هذه السقطة الكبيرة والتي تحسب بالتأكيد على
قناة فضائية دينية تحمل اسم الحكمة وما قاله لا يمت للحكمة بصلة.


ولست أدري هل هو الجهل أم العجلة أم الحسابات الشخصية أم حب التشفي، أم عدم الموضوعية.

إن
مبارك حكم مصر 30 عاماً أساء كثيرا وأحسن قليلا، ومن الظلم البين القول
بأن فترة زمنية وصلت إلى ثلاثين عاما كلها سوء، ومع ذلك فمازال مبارك حي
يرزق، وقلوب العباد كما أخبر المعصوم - صلى الله عليه وسلم- بين أصبعين من
أصابع الرحمن، والأعمال بالخواتيم، وفي الصحيحين أن بينا قال: (إِنَّ
الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
الْجَنَّةَ إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كَتَابُهُ، فَيَعْمَلُ
بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
النَّارِ إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ
بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ).


ماذا يضيرك ياسيد وسام لو تاب مبارك وأناب وغفر الله له أم أنت من أصحاب مدرسة: اللهم اغفر لي و لمحمد ولا تغفر لأحد معنا.


اعلم

أن هذا الكلام لا يخفى على طويلب علم ولكن كيف غاب عن هذا الهمام الذي
يعمل تحت مسمى الحكمة، ألا تعلم أخي وسام أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- قال« كَانَ رَجُلاَنِ فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ مُتَآخِيَيْنِ
فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِى الْعِبَادَةِ
فَكَانَ لاَ يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ
فَيَقُولُ أَقْصِرْ. فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ
أَقْصِرْ فَقَالَ خَلِّنِى وَرَبِّى أَبُعِثْتَ عَلَىَّ رَقِيبًا فَقَالَ
وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَوْ لاَ يُدْخِلُكَ اللَّهُ
الْجَنَّةَ. فَقُبِضَ أَرْوَاحُهُمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ
الْعَالَمِينَ فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ أَكُنْتَ بِى عَالِمًا أَوْ
كُنْتَ عَلَى مَا فِى يَدِى قَادِرًا وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ اذْهَبْ
فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِى وَقَالَ لِلآخَرِ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى
النَّارِ ».



لقد
عرف التاريخ الإسلامي رجلا يعد بحق من أظلم الناس قال فيه ابن كثير: قال
هشام بن حسان:” أحصوا ما قتل الحجاج صبراً فبلغ مائة ألف وعشرين ألف، وأطلق
سليمان بن عبد الملك في غداة واحدة أحداً وثمانين ألف أسير كانوا في سجن
الحجاج، وقيل إنه لبث في سجنه ثمانون ألفاً منهم ثلاثون ألف امرأة، وعرضت
السجون بعد الحجاج فوجدوا فيها ثلاثة وثلاثين ألفاً لم يجب على أحد منهم
قطع، ولا صلب”.



وقد
قال الحجاج عند موته: اللهم اغفر لي فإنهم يقولون: إنك لا تغفر لي فكان
عمر بن عبد العزيز يعجبه هذه الكلمة منه، ويغبطه عليها.ولما حكي ذلك للحسن
البصري، قال: قالها، فقيل: نعم، قال: عسى.


وقال رجل لسفيان: أشهد على الحجاج وعلى أبيمسلم أنهما في النار فقال: لا، إذا أقرّا بالتوحيد.



هذا
هو المنهج يا سيد وسام وأرجوا أن تستغفر ربك بما قلته وأن تملأ قلبك بحب
الخير لكل الناس فنحن أصحاب رسالتي تحمل الخير لكل الناس.


محمد عبدالرازق