تقارب الشعوب موعد الحضارات

كعادة الأستاذة الدكتورة/ هدى درويش
- رئيس قسم مقارنة الأديان بمعهد الدراسات الآسيوية- جامعة الزقازيق- فقد
عودتنا دائماً أن تأتي بالجديد، والمفيد فقد أضافت للمكتبة الإسلامية
العديد من الكتابات المفيدة والتي تعد من أهم الروافد الفكرية للمعنيين
بمقارنة الأديان ومن هذه الكتب على سبيل المثال:
· أفغانستان بين السلام والحرب.
· الآسينية في الفكر الديني اليهودي.
· المنهج الصوفي للطريقة البكتاشية.
· موقف الإسلام من أهل الكتابة.
· الحوار الديني من أجل السلام العالمي.
· البعث في العقيدة اليهودية.
· عقيدة القبالاه ودورها في تشكيل العقلية اليهودية العنصرية المعاصرة.
وكان آخر هذه الإصدارات المباركة كتاب: تقارب الشعوب موعد الحضارات دعوة المفكر الإسلامي التركي فتح الله جولن نموذجاً،فقد
شرفتني الدكتورة الفاضلة بإعطائي نسخة من هذا الكتاب وعندما عدت إلى مكتبي
لم أخرج منه إلى بعد الانتهاء من قراءته، وكانت تنتابني حالة من النشوى
والسعادة الغامرة ذلك:
* لأن الكتاب صادف موافقتي وقناعاتي الفكرية.
* للأسلوب العلمي الهادئ البعيد عن التعصب والتشنج.
* وضعت الدكتورة الفاضلة يدها على أسباب الاحتقان وعملت على استئصاله.
* جاء الكتاب في وقت حساس من تاريخ البشرية حيث بشهد العالم في تلك الآونة صراعاً محتدماً في كل مكان.
*
تبنت الدكتورة الحوار الديني بديلاً لصدام الحضارات فالحوار يعود على
الإنسانية جمعاء بالخير والسعادة، فلقد اكتوى العالم بلظى حروب مدمرة، ولا
يستطيع أن يحتمل حروباً أخرى، لذلك لا بد من ترسيخ مبدأ الحوار بالتي هي
أحسن للتي هي أقوم.
*
الكتاب يلقي الضوء على أحد أهم رواد الفكر الديني المستنير في العالم
الإسلامي وهو الأستاذ فتح الله جولن هذا الرجل الذي أولى عناية كبيرة
للحوار الهادئ بالإضافة إلى فلسفته العظيمة في التعليم.
وتلاميذ
جولن الذين ينتشرون في كل مكان شعارهم الحب، والصبر الجميل، وعدتهم العلم،
والإخلاص، لا وقت لديهم للخصومة، والشحناء، همهم الأول التعاون، والتساند،
والتجرد، والثقة، وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، ولكن يعفو، ويصفح..وفي
النهاية هو الرابح لجولة الحق مهما اختلت الموازين، وتعكرت الأجواء.
وقد توصلت هذه الدراسة الممتعة إلى عدة نتائج من أهمها:
· أهمية تفعيل دور الحوار الديني على مستوى العالم.
· ضرورة العودة إلى أصول الأديان السماوية.
· العالم كله بحاجة إلى التعايش بالحب والتسامح والتفاهم.
· الحوار الايجابي يساعد على التقارب والحب والتواد والاحترام والعيش في سلام وأمان.
· أحقية كل فرد في دينه وحريته.
· نبذ كل الصفات الذميمة بين البشر.
· نموذج مدارس فتح الله جولن تقدم النموذج الأفضل أخلاقياً ودينياً وعلمياً وروحياً.
· ضرورة تمسك الجيل المعاصر بالتحرر من أخطاء الماضي.
· التركيز على القواسم المشتركة بين أفراد الإنسانية.
· الاهتمام بالتعليم باعتباره أكبر قنوات التواصل بين الحضارات والثقافات.
· وجوب تنقية الكتب والمناهج التعليمية الموجهة للأطفال والشباب والطلبة من كل ما يحث على الكراهية والعنف.
· الرد على مروجي نظرية صدام الحضارات من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
· دعوة حكومات العالم إلى الاتفاق على تعريف موحد للإرهاب وتطبيق برامج مكافحة هذه الظاهرة من خلاله.
· محاربة العنف والجهل والتعصب بكل أشكاله لتلاقي الهلاك والدمار للإنسانية.
كانت
هذه إطلالة سريعة على هذا الكتاب الرائع التي قامت دار السلام بالقاهرة
بنشره بهذه الصورة البديعة، وأسجل تقديري وشكري على عملقة مصمم الغلاف الذي
يعبر على تلاقي قارات العالم بصورة فنية رائعة.
وأدعو ناصحاً طلاب العلم على اختلاف توجهاتهم لقراءة هذا الكتاب الرائع.
وختاماً…
فإني أدعوا الله تعالى أن يكتب للأستاذة الدكتورة هدى بعدد حروف هذا
الكتاب حسنات… وأن يبارك في عمرها… ويشرح صدرها… ويعلي قدرها… ويديم عليها
نعمة الأمن والإيمان والصحة والعافية.