حوار مع متظاهر

كتبهامحمد عبدالرازق ، في 11 أبريل 2008 الساعة: 21:16 م

حوار مع متظاهر

سألت أحد المتظاهرين الذي زعم أن المظاهرات تحقق مصالح شرعية: أيمكنك أن تعدد لنا المصالح التي في المظاهرات ؟

المتظاهر : كثيرة .

قلت : عددها .

المتظاهر: أولا المظاهرات توصل صوتنا للحاكم .

قلت : ثم ماذا ؟ .

المتظاهر : سكت ولم يجب .

قلت : يا أخي أنت لم تذكر لنا إلا مصلحة واحدة استجمع ذاكرتك وعدد المصالح ؟ .

المتظاهر :لم يستطع أن يذكر فائدة ثانية .

قلت: معنى هذا أنكم تتظاهرون وتنفقون هذه الأموال وتضيعون هذه الأوقات ، وتبذلون هذه الجهود ، وتحدثون الكثير من المصادمات ، التي ربما يقع بعدها إصابات ووفيات واعتقالات من أجل أن يصل صوتكم لرئيس البلاد أنكم تطالبون بكذا أو ترفضون كذا ؟ !

المتظاهر: نعم .

قلت : إن كنتم صادقين فيما تقولون وتزعمون فاسمح لي أن أذكر لكم العديد من الوسائل التي بها يصل صوتكم دون جهد يبذل ، أو وقت يضيع ، أو نقطة دم تراق ؟

المتظاهر : وما هي ؟

قلت : كم عدد الدعاة من تياركم الفكري فتحت لهم الفضائيات العربية أبوابها ؟

المتظاهر: كثيرون .

قلت: يستطيع هؤلاء الدعاة ولهم مساحات على الفضائيات أن ينقلوا صوتكم لمن تريدون .

قلت : كم عدد الصحف التي تتبنى فكركم وتنشر فيها مقالات لرؤسائكم ؟

المتظاهر: كثيرة ؟

قلت : لقد قامت هذه الصحف بما أخبرتني به ، وهذه الصحف بالتأكيد يصل صوتها للمسؤولين ، ألا يكفي ما كتب في هذه الصحف ؟

قلت : كم عدد المتظاهرين تقريبا ؟

المتظاهر : عدد كبير ، آلاف .

قلت : يستطع كل متظاهر أن يرسل للوزير أو المسئول أو حتى الرئيس رسالة عبر الفاكس ، أو البريد ، أو البريد الإلكتروني ، وساعتها ستصل الرسالة التي كلفتم أنفسكم فوق طاقتها لتوصيلها ؟

المتظاهر : هذه الرسائل ستكون حبيسة الأدراج وربما ألقيت في صندوق الزبالة.

قلت : ولماذا تقدم سوء الظن ، ونحن مطالبون شرعا بإحسان الظن بالآخرين لاسيما ولاة أمورنا ، وهب أنها بالفعل أهملت ، وألقيت فأنت كمسلم ، أقول كمسلم غير مطالب بأكثر من هذا ؟

المتظاهر : كيف ؟ ألا ترى المفاسد أيرضيك هذه المنكرات ؟

قلت : لا يستطيع أحد أن يدعي الكمال ، لاسيما في هذا العصر الذي يموج بالفتن والاضطرابات ، ولكن اعلم يا أخي أننا أفضل حالا من غيرنا ، ولا ينكر أحد أن هناك قصوراً وهذا القصور إنما يعالج بالطرق الشرعية (القنوات الشرعية) وما يجب أن تعلمه أن الله تعالى لن يسألنا إلا بما كلفنا به في حدود استطاعتنا ، فلن يسألك الله مثلا : لماذا تركت ولي الأمر يعين الوزير الفلاني ، أو يعقد هذه الاتفاقية ؟ ، أو لماذا تركت الملاهي الليلة ؟ نعم أنت غير مطالب بهذا ، أنت مطالب بالنصيحة والتوجيه على المنهج الشرعي الذي كان عليه أصحاب رسول الله S ومن سار على نهجهم.

المتظاهر: لا أدري ما أقول .

قلت : قل : "آمنت بالله ثم استقم" .

قلت : أنت كما تعلم أن رجال الأمن المركزي مأمورن من قبل ولاة الأمور.

المتظاهر: نعم .

قلت : ماذا لو جاءك من رجال الشرطة من يأمرك بترك المكان ؟.

المتظاهر: لن أترك موقعي إلا بعد نهاية المظاهرة.

قلت : ماذا لو استخدم معك العنف ؟

المتظاهر: أُبادله عنفا بعنف.

قلت : هب أنه قتل أثناء مدافعتك له ماذا أنت قائل لربك ؟

المتظاهر: سكت.

قلت : هب أنك أنت المقتول ألا ترى أنك قتلت وأنت تقاوم أحد جنود الحاكم الذي أمرك الله كمسلم أن لا تخرج عليه ؟.

المتظاهر: خارج نطاق الخدمة.