مدرسة التجارة بنين بالحسينية شرقية
مدرسة التجارة بنين بالحسينية شرقية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأنفس المحرمة وشبهة قتل السياح

اذهب الى الأسفل

الأنفس المحرمة وشبهة قتل السياح Empty الأنفس المحرمة وشبهة قتل السياح

مُساهمة من طرف Admin الخميس 18 أغسطس 2011, 6:10 am

كتبهامحمد عبدالرازق ، في 24 ديسمبر 2007 الساعة: 22:11 م


الأنفس المحرمة وشبهة قتل السياح

بعد أن اعتقدنا أن الإرهاب قد ذهب بلا رجعة ، إذا به قد أطل برأسه من جديد ليعبث بأمن البلاد ؛ فجاءت تفجيرات طابا والأزهر والمتحف الزراعي والسيدة عائشة وشرم الشيخ ، ودهب ، وقد آلمني أن أرى شبابا ينتمون للإسلام يقومون بهذه التفجيرات التي لا تمت للإسلام بصلة لا من قريب ولا بعيد ، وازداد ألمي أن ينسب هذا العمل لتنظيم يزعم أنه ينتمي للإسلام ، فقلت في نفسي أي إسلام هذا الذي يستبيح دماء الأبرياء ؟ ، وأي إسلام هذا الذي ينشر الرعب في قلوب الناس ؟ ، أي إسلام هذا الذي ينشر الخراب والدمار ؟ لابد أنه إسلام غير الذي نعرف ، إسلام لا ينتمي للسماء بصلة ، فليس على وجه الأرض دين دعا للسلام والمحبة وحقن الدماء كما في الإسلام ، لكن يبدوا أن هؤلاء المجرمين لايعرفون عن الإسلام شيئا فقد تحولوا إلى تروس في آلة كبيرة تتحرك وفق مخطط شيطاني أثيم .

لقد ابتلي العالم الإسلامي بمجموعة من الخوارج فهموا الدين فهما مغلوطا ونشروا سمومهم عبر شبكة الإنترنت ، وأثاروا الشبهات ، واستطاعوا بما أوتوا من حيل شيطانية أن يضللوا بعض الشباب الساذج مستغلين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية ، وعاثوا في الأرض فسادا ؛ فقتلوا الأبرياء وروعوا الآمنين وانتهكوا الحرمات ، وحتى لا يغتر بهذا الفكر المنحرف أحد من أبناء الأمة أقول لهؤلاء: إن الإسلام الذي تزعمون كذبا وزرا أنكم تتحدثون باسمه يحرم ويجرم قتل النفس البشرية بغير حق ، قال تعالى: }مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً َ{ (المائدة:32) .

والأنفس المحرمة التي لا يجوز الاعتداء عليها - بغير حق- أربع :

نفس المسلم . والمسلم : من نطق بالشهادتين - والنطق بهما كاف للدخول في الإسلام ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ S (لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ ) البخاري ومسلم

نفس الذمي:والذمي هو الذي بيننا وبينه ذمة ،أي عهد على أن يقيم في بلادنا معصوما.

نفس المعاهد:والمعاهد هو من يقيم في بلاده ، وبيننا وبينه عهد أن لا يحاربنا ولا نحاربه.

نفس المستأمِن : والمستأمِن : الذي ليس بيننا وبينه ذمة ولا عهد ، لكن أمناه في وقت محدد ، كمن يدخل للتجارة أو للسياحة أو ليفهم دين الله ، قال تعالى : } وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ{ (التوبة:6) قوله: استجارك : أي استأمنك ، قال رسول الله S مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ) رواه البخاري .

لقد جاءت أحكام الشريعة الإسلامية بإقرار الأمن في بلاد المسلمين ، وعصمة دماء المسلمين والمعاهدين على حد السواء ، وحفظ الدين والنفس والمال والعرض للمسلم وغير المسلم على حد السواء ، و تغليظ القيود لكي لا تنتهك هذه الأحكام ؛ فقَالَ رسول S في حجة الوداع: (إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا) ، فما بال من يستبيحون دماء المسلمين ويروعون أمنهم ويخربون أموالهم و ممتلكاتهم ، ثم يدعون أن هذا من الجهاد ؟!! فهؤلاء يصدق فيهم قول الله تعالى: }الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا {الكهف:104) وكما حرص الإسلام على حفظ دماء المسلمين وأموالهم و أعراضهم ؛ حرص أيضاً على من أخذ عهداً في بلاد المسلمين .. و لننظر إلى قوله تعالى } وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ { فالإسلام فرض الدية والكفارة للكافر الذي أخذ الأمان في بلاد المسلمين إذا قتل خطأ .. فما بالنا إذا كان قتله عمداً وفيه مافيه من قتل غيره من المسلمين و ترويع أمنهم .

فالعهد الذي منحه صاحب الأمر هو ذمة واجبة على المسلمين و لا يجوز نقده ، فالإسلام ليس دين غدر ، ولا غدر لمن كان له عهد مهما كانت الظروف والأحوال ، ومهما بلغت مشاعر الضيق والألم .

· شبهة قتل السياح
وقد أثار هؤلاء الخارجون شبهة وهي أن هؤلاء السياح إنما جاءوا ليفسدوا في البلاد بنشر الخمور والزنا والتبرج ، بل إن منهم من يحمل داء الإيدز لينشره بين أبناء بلدنا ، ومنهم من جاء ليتجسس على بلادنا لصالح أعدائها ألا ينبغي أن نتصدى لهم حماية لشبابنا وبلادنا منهم؟
وللرد على هؤلاء أقول : أولا: إن إصدار الأحكام الكلية شيء مخالف لنهج الشرع الشريف في الحكم على الناس ، وأن نسبة لا بأس بها من هؤلاء السياح من بلاد إسلامية جاءوا إلى بلد الأزهر بين متعلم ومستمتع بمناخها الجميل أو متعرفا على ثقافة البلد وأبنائه .
ثانيا : بالنسبة لغير المسلمين فإن إطلاق الحكم العام عليهم أيضا خاطئ ، فإن أكثرهم جاء أيضا لأهداف مشروعة لا غبار عليها ، ولو كان فيهم القليل ممن تصفون فإن الجريمة في الشرع والقانون شخصية ولا تعمم ، قال تعالى: } وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى { (الأنعام : 164) .
ثالثا : إن إنزال العقوبة بالمجرمين من ناشري الفساد والجواسيس ليس من اختصاص الأفراد ، إذ أن الأمر يتطلب إلى جانب سطوة السلطان التي تسعى في حماية البلاد وأبنائه إلى تحقيق قضائي يثبت الجرائم بوسائل الإثبات الدقيقة ليكون صاحبها بعد ذلك مستحقا للعقوبة ، وهذا لا يتأتى إلا للدولة بإمكاناتها وسلطانها ، أما الأفراد فإنهم يعجزون عن ذلك ، فيضعون الأمر في غير موضعه. اللهم احفظ بلدنا مصر من كل سوء وجنبها يارب الفتن ماظهر منها وما بطن

Admin
Admin

عدد المساهمات : 324
تاريخ التسجيل : 15/05/2011

https://hamedawady.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى